كمبيوترجي طريقك الى احتراف عالم الكمبيوتر والتكنلوجيا
لا يخفى على أحد أن الثورة الصناعية التي حدثت في أوروبا الغربية انطلاقاً من بريطانيا العظمية في القرن الثامن عشر ، و التي أدت إلى إحلال المكننة خلفاً للعمل اليدوي. كان لها الأثر الواضح على حياة البشرية عموماً على أصعدة عدة. ليس أخرها تسريع وتيرة الإنتاج و النهوض بالدخل القومي ، الذي صب في صالح دخل الفرد. و على غرار هذه الثورة و هذا التحول نجد أنه مع مطلع القرن العشرين أطلت علينا ثورة من نوع أخر. دعت إلى إحداث التحول الرقمي في كل قطاعات الحياة. بوصفه إحدى مفرزات التكنولوجيا و استثماراً لضلوع الكمبيوتر في كل مجالات العمل. و اليوم نجد أن حقل التحول الرقمي شكل مضماراً تتسابق عليه كل الدول و الشركات. سواء النامية منها للنهوض بواقعها أو المتقدمة لتزيد من ألق تطورها.
في هذا المقال سنعمل على مناقشة معنى التحول الرقمي و أهميته و الغاية منه و الأهداف التي يرمي إليها. فإذا كنت تريد فهم هذه المعاني لتسعى إلى تطبيقها في شركتك الناشئة مثلاً ، تابع هذا المقال حتى النهاية.
مفهوم التحول الرقمي
التحول الرقمي هو استثمار المد التكنولوجي الحاصل و المستمر. لإحداث تغيير كامل في طريقة تقديم الخدمات و الاستفادة من الواقع الرقمي الراهن. و لجعل الداتا و البيانات خلفاً للأوراق و المستندات و التعاملات التي تحدث بين الأفراد. هذا و يساهم هذا التحول إلى حد بعيد في تحسين حياة الفرد و تقديم الخدمات بشكل أفضل و رفع كفاءة المؤسسات. علاوةً على زيادة التنافسية و القضاء على الفساد و الاستغلال و البيروقراطية و الروتين.
و ضمن الحقل الرقمي نجد العديد من المفاهيم التي يحدث أن يتم الخلط بينها. فإن المصطلحات التي يستخدمها هذا الحقل تبدأ ب “التحول الرقمي” و التي سبق أن قلنا أنه يعمد إلى تغيير الأسلوب الذي تُقدم به الخدمة. و أيضاً نجد “المعالجة الرقمية” التي تركز على توفير الوقت. فتخيل حجم الوقت الذي يتم توفيره لدى إتاحة المجال للوصول إلى كل المعلومات من خلال عمليات البحث التي تجري بوساطة الكمبيوتر. أما المصطلح أو المفهوم الثالث فهو “الرقمنة”. و الذي يرمي إلى الانتقال من الورق إلى الكمبيوتر عن طريق تحوير البيانات ، بشكل محاكي للمكننة التي هدفت في الثورة الصناعية إلى جعل الألة تخلف العمل اليدوي.
و لفهم التحول الرقمي بشكل أوضح نورد بعض الأمثلة التي تعد تعريف عملي له ، و بالتالي تشرح بنفسها كيف أنه يساهم إلى حد بعيد في تحسين الحياة و كفاءة الخدمات. خير مثال على ذلك شركة نتفليكس الشهيرة التي كانت في بداياتها مجرد متجر لتأجير أقراص ال DVD. لنجدها اليوم أكبر وأضخم منصة للأفلام و المسلسلات على الانترنت. و يعود الفضل بهذا لكونها انتهجت سبيل التحول الرقمي. بأن تجعل من نفسها منصة على الانترنت تقدم منتجاتها للعملاء دون أن يضطر العميل حتى لمغادرة منزله. و قد بلغ عدد المشتركين على هذه المنصة نتيجة التحول الرقمي الذي تبنته 214 مليون عميل في عام 2021.
أهداف التحول الرقمي
- زيادة الإنتاجية: إذ أن تبني نتاجات التحول الرقمي يتيح للكادر البشري التركيز على حل المشكلات العالقة ، و بالتالي السعي لتطوير الشركة بشكل أفضل. و ترك المهام الروتينية للتكنولوجيا. الشاهد على الكلام تبني الخدمات السحابية التي من شأنها أن توفر الوقت و تتيح الفرصة للوصول إلى المعلومات بشكل أسرع و أدق. و أيضاً توظيف الذكاء الاصطناعي في التعامل مع الكثير من الأمور يصب في نفس الإطار أيضاً.
- تحسين تجربة العملاء: و ذلك من خلال تطبيقات الرد الألي التي تنتهجها الكثير من شركات الاتصالات و غيرها ، و التي تضمن تخديم العميل على مدار الساعة. و أيضاً تُشاهد أهمية التحول الرقمي في تحسين تجربة العملاء من خلال المنصات الإلكترونية التي تتكفل القيام بمختلف المعاملات عن عن بعد. فاليوم بدلاً من التنقل بين أروقة دوائر الدولة لاستخراج جوار سفر مثلاً ، أصبح بإمكانك استخراجه و أنت في المنزل
- التوفير و خفض التكاليف: من البديهي أنه لدى اعتماد أساليب التحول الرقمي في شركة ما. فإن هذا سيؤدي بطبيعة الحال إلى توفير أجوار و تكاليف صيانة المعدات و نفقات الطاقة و الخدمات اللوجستية.
- ديمومة الأعمال: لكون التحول الرقمي يعتمد على التشغيل الروبوتي ، و بالتالي فإن الشركات أو الدول التي تعتمده ستضمن استمرار تقديم الخدمات حتى في ظل الكوارث
- المرونة: و ذلك من خلال ضمان القدرة على التكيف السرع مع المتغيرات الحاصلة بإدخال تعديلات على قاعدة البيانات بسهولة دون تعقيدات و تكاليف
- القضاء على الفساد: إن معظم الخدمات لا سيما المؤسساتية منها قد يتم انتهازها من قبل البعض. كأن يتم فرض رشاوي لقاء الحصول أو تسريع الحصول على خدمة معينة ، و بالتالي إن التحول الرقمي بما يتكفله من وساطة بين العميل و المؤسسة يلغي هذه التجاوزات
- زيادة التنافسية: من خلال خلق ساحة جديدة لتنافس بين الشركات بصدد أياً منها سيقدم خدمة أفضل للعميل بشكل أسرع و أدق عن طريق البرامج و المنصات الإلكترونية
أهمية التحول الرقمي
مع دوامة التطور التي تعصف بالعالم و المد التقني الكبير. أصبحت عملية التحول الرقمي ضرورة ملحة على كل الشركات و الدول. و لا نبالغ إذا قلنا أن الشركات التي تتمنع الدخول في هذا المضمار ستنحسر شيئاً فشيئاً ، و بالتالي تموت. فاليوم نجد أن معايير البقاء و التمدد للشركات و بمختلف أشكالها ليست القوة و حسب بل أيضاً القدرة على التكيف. و هذا ما حصل مع شركة نوكيا التي أعلنت إفلاسها نتيجة عجزها عن مواكبة التطور الكبير الذي حصل في قطاع الأجهزة المحمولة. هذا و إن ضرورة التكيف مع التحول الرقمي تأتي ليست لمواكبة العصر و حسب بل أيضاً نتيجة أهميته البالغة المتمثلة بالأهداف التي ذكرناها أعلاه
أمثلة عن التحول الرقمي و الرقمنة
توجد العديد من الأمثلة الناجحة عن عمليات التحول الرقمي. و التي أفضت إلى رفع القيمة السوقية للشركة المنخرطة في هذا المضمار. أو إلى تسهيل حياة المواطنين في النظام المؤسساتي التابع لدولة ما. و من هذه الأمثلة نذكر:
- شركة Nespresso: عملت شركة Nespresso على إطلاق برنامج CRM. و الذ يعتبر ترجمة عملية لمفهوم التحول الرقمي(لكونه كما أسلفنا تغيير جذري في طريقة تقديم الخدمات). حيث يعمل هذا التطبيق على إتاحة الفرصة أمام محبي هذه الشركة لزيارة فروعها عن بعد من خلال التطبيق بزاوية رؤية حتى 360 درجة. ليعملوا على اختيرا طليهم بشكل تقني و سريع و عصري
- شركة Domino’S Pizza: و التي عملت على إطلاق خدمة تمكن عملائها من تسجيل طلب عن بعد. و متابعة عملية الشحن و التوصيل خطوة بخطوة. و كان لهذا أثر كبير في رفع القيمة السوقية لها و توسيع شريحة المتعاطين معها
- دولة الهند: تعتبر الهند من البلدان الرائدة في مجال التحول الرقمي و الرقمنة. إذ عملت مؤخراً على إطلاق نظام حمل اسم أذار يعمل على استخراج بطاقات الرقم الوطني. و يعتبر هذا النظام هو الأقوى و الأكثر تطوراً في العالم ، وبالتالي ساهم في القضاء على الفساد بشكل ملحوظ
- المملكة المتحدة: تعتبر المملكة المتحدة من أكثر البلدان نمواً و تطوراً و على اعتبار أن الرقمنة و التحول الرقمي مضمار لا أفق منظور له. فحتى لو كانت الدولة متطورة فإنها تضفي إلى تطورها قيمة إضافية عندما تستثمر في هذا القطاع. حيث عملت المملكة على تطوير نظام لمكافحة التهرب الضريبي. و قد عاد هذا النظام على المملكة بالكثير من الأموال
خطوات عملية ال digital transformation
إن عملية التحول الرقمي ليست عملية عشوائية و وولية اللحظة. بل تحتاج إلى بروتوكول معين يتعين على الجهة الراغبة بإجراء هذه النقلة ضمن أروقة عملها القيام به. حتى يصبح هذا التحول ثورة تنهض بها. و هذه الخطوات هي:
1. تعيين الهدف: قبل القيام بعملية التحول الرقمي التي تعتبر عملية رتيبة و بحاجة إلى خطوا منظمة. ينبغي عليك أن تفهم الدوافع التي تفرض عليك القيام بهذا التغيير و أيضاً فهم حاجات العمل.
2. البدء بالعنصر البشري: إذ أن نقطة الانطلاق في التغيير تكون بطبيعة الحال على عاتق الكادر البشري من موظفين و إداريين. إذا يجب أن يكونوا على درجة من الوعي و القدرة على التعامل مع الواقع الرقمي الذي ستذهب الشركة أو الدولة في اتجاهه
3. عملية التحويل: تتم عملية التحويل تباعاً بتوفير الأدوات و الأجهزة التكنولوجيا التي تشكل اللبنة الأساسية في عملية التحويل الرقمي. و هنا يجب التركيز على التخلص من الحواجز و المعوقات التي تقد تعرقل عملية التحويل. و تطبيق التقنيات و البرامج و التركيز على الفائدة التي سيجنيها العميل.
في الختام كانت هذه مقالتنا عن عملية التحول الرقمي. و التي تحولت نتيجة العصف التقني الحاصل لضرورة أكثر منها رفاهية. فاليوم نرى أن الشركات و الدول التي لم تثبت لها موضع قدم ضمن هذا المضمار شذت عن السرب و تخلفت عن ركب الحضارة. لطفاً لا تنسى مشاركة المقال مع أصدقائك لتعم الفائدة ، و لا تنسى أيضاً زيارة صفحتنا على الفيس بوك
اقرأ أيضاً:
أهمية الذكاء الاصطناعي في المجالات والقطاعات المختلفة
